نأخذكم في جولة جديدة إلى مدينة إفريقية ساحرة، تطل على المحيط الأطلسي، مدينةٍ تنبض بالتاريخ وتُخفي بين أزقّتها قصص الكفاح والجمال. إنّها لواندا، عاصمة أنغولا.
منذ لحظة الوصول إلى مطار كوينتال دي لواندا، ستشعرون وكأنكم في مدينة تجمع بين نبض البحر وروح إفريقيا الحديثة. لواندا، التي كانت يومًا مستعمرة برتغالية، لا تزال تحتفظ بآثار تلك المرحلة في معمارها، لكن ما يميزها حقًا هو هذا المزج الفريد بين الماضي والحاضر.
يمكنكم بدء جولّتكم من الكورنيش البحري المعروف بـ"مارغينال"، وهو من أجمل الأماكن للتنزه والاستمتاع بنسيم البحر الأطلسي. هنا يمكنكم رؤية السكان المحليين يمارسون الرياضة، أو يجلسون لتناول المأكولات البحرية الطازجة. يمكنكم تأمل الميناء وخط الأفق المزيّن بناطحات السحاب.
بعد ذلك، يمكنكم التوجه إلى قلعة سوميجيلا التاريخية، وهي واحدة من أبرز المعالم التاريخية في لواندا. بُنيت في القرن السادس عشر، وكانت مقرًا للقوات البرتغالية. داخل القلعة، يمكنكم مشاهدة المدافع القديمة، والتماثيل، وبعض المتاحف الصغيرة التي توثق تاريخ أنغولا ومقاومتها للاستعمار.
في قلب المدينة القديمة، يوجد سوق بونغو بونغو، حيث تُعرض التحف اليدوية، واللوحات الفنية، والأقمشة المطرزة ذات الألوان الزاهية. المكان يعجّ بالحياة، والبائعون ينادون بحفاوة وابتسامة. يمكنكم العثور على هدايا مميزة، كما يمكنكم التحدث مع بعض الحرفيين عن تراثهم، الذين سيعبرون لكم عن فخرهم بثقافتهم.
لا تفوتوا فرصة زيارة مسجد لواندا الكبير، وهو من أبرز مساجد المدينة. توجد هناك جالية مسلمة لا بأس بها؛ ورغم قلة عددهم نسبيًا، إلا أنهم متماسكين ومتعاونين، ويهتمون بإقامة الصلوات والأنشطة الإسلامية.
في المساء، يمكنكم التوجه إلى جزيرة موسولو، والتي تُعد من أجمل الأماكن السياحية في لواندا. يمكنكم العبور إليها بواسطة قارب صغير، وخلال دقائق ستجدون أنفسكم على شاطئ رملي ناعم، ومياه دافئة، ومنتجعات بسيطة ولكنها مريحة.
لواندا ليست فقط مدينة ساحلية جميلة، بل هي رمز لنهضة إفريقيا تسير بخطى واثقة نحو المستقبل.
فيها من الجمال والضيافة ما يُسرّ القلب، وفيها تنوّع ثقافي يُثري الزائر، ويجعله يقدّر قيمة الاختلاف.