اليوم سنأخذكم في جولة إلى إحدى أبرز وأجمل المدن التاريخية في أوزبكستان، مدينة بخارى. هذه المدينة التي تعود إلى آلاف السنين تحمل بين شوارعها وأزقتها عبق التاريخ والثقافة الإسلامية العريقة. استعدوا للانطلاق في رحلة سياحية لا تُنسى.
تقع بخارى في قلب أوزبكستان، وقد كانت عبر العصور مركزاً هاماً للتجارة والعلم والثقافة في آسيا الوسطى. ويُعتبر مركز المدينة القديمة أحد المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
تتميز بخارى بآثارها المعمارية الرائعة التي تجسّد تاريخها الطويل والعريق. وأول مكان يجب أن تبدأوا به جولَتكم في المدينة هو القلعة القديمة، والمعروفة باسم قلعة أرك. تم بناء هذه القلعة في العصور الإسلامية وتُعتبر نقطة انطلاق مثالية للتعرف على تاريخ المدينة.
ومن هنا، يمكنكم الانطلاق لاستكشاف العديد من المعالم الأخرى، كمسجد بيبي خانم الذي يعود إلى القرن السادس عشر ويتميز بزخارفه المعمارية الجميلة. كما لا يمكنكم زيارة بخارى دون التوجّه إلى مئذنة كاليان، وهي واحدة من أروع المعالم الدينية في المدينة، إذ يبلغ ارتفاعها أكثر من 46 متراً وتُعد رمزاً لبخارى.
ومن فوقها يمكنكم الاستمتاع بمنظر بانورامي للمدينة وأزقتها القديمة. والسياحة في بخارى لا تقتصر فقط على المعالم التاريخية، بل هناك العديد من الأنشطة التي يمكنكم الاستمتاع بها. يمكنكم زيارة سوق بخارى أو سوق خان، الذي يُعتبر من أفضل الأماكن التي يمكن للزوار التمتع بالتسوق فيها.
يتميز السوق بطابعه التقليدي ويعرض مجموعة متنوعة من المنتجات اليدوية والمجوهرات والفخار. وتُقدّم هذه الأسواق تجربة فريدة تجمع بين التجارة القديمة والأجواء الثقافية المميزة. كما تُعرف بخارى أيضاً بالحمّامات التقليدية، التي تتيح للزوار فرصة الاسترخاء والاستمتاع بتجربة حمّام أوزبكي أصيل.
وإذا كنتم من محبي المغامرة والطبيعة، فلا تفوّتوا فرصة ركوب الجِمال في صحراء كيزيل قوم القريبة. هذه الرحلة ستتيح لكم استكشاف المناظر الطبيعية الصحراوية الهادئة، مع الاستمتاع بمشهد غروب الشمس المذهل.
ولا تكتمل زيارتكم للمدينة دون تجربة الطعام الأوزبكي الشهي. جربوا طبق البُلوف الأوزبكي الشهير أو الشاشليك، بالإضافة إلى الحلويات المحلية. يمكنكم تناول هذه الأطباق في أحد المطاعم التقليدية حيث تستمتعون بالأجواء الأصيلة للمطاعم البخارية.
أفضل وقت لزيارة بخارى هو في فصلي الربيع والخريف، حيث يكون الطقس معتدلاً ومناسباً للتجول في شوارع المدينة القديمة. كما يُفضّل أن تستعينوا بمرشد سياحي محلي لتتمكنوا من فهم تاريخ المعالم والمواقع التي تزورونها بشكل أعمق.