
اليوم سنتحدث عن مرض البهاق، وهو أحد الاضطرابات الجلدية التي تؤثر في لون الجلد، حيث يزول اللون الطبيعي في مناطق معيّنة من الجسم، فتظهر بلون مختلف وواضح، وغالباً ما تكون هذه البقع بيضاء. وهناك أنواع متعددة من البهاق، وأشهرها ما يُعرف بـ"البهاق الثنائي الجانبي"، وهو الأكثر شيوعاً بين المصابين بهذا المرض.
عادةً يظهر هذا النوع على جانبي الجسم بشكل متناظر، كبقع بيضاء. فما هي أسباب مرض البهاق؟ من المهم أن نعرف أنّه ليس من الأمراض المعدية الناتجة عن عدوى ميكروبية، ولكنه قد يكون من الأمراض الوراثية، أي إذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً به، فقد تكون هناك قابلية لإصابة شخص آخر من العائلة. كما يمكن أن يحدث نتيجة محفزات أو عوامل بيئية غير محددة، أو نتيجة اضطرابات في جهاز المناعة. وهناك نظرية تقول إنّه يحدث بسبب تلف في خلايا الميلانين نتيجة تفاعل مناعي ذاتي.
هناك خرافة شائعة تقول إنّ تناول الحليب أو مشتقاته مع السمك قد يسبّب ظهور بقع بيضاء في الجسم، لكن لا يوجد أي دليل علمي يربط بين نوعية الطعام والإصابة بالبهاق.
أما عن الوقاية، فلا توجد حتى الآن طرق محددة لمنع الإصابة بالبهاق، لكن من المهم الاعتناء بالبشرة والجلد بشكل دوري، خاصة في المناطق المشمسة، وذلك بوضع واقٍ من الشمس وتجديده باستمرار، إضافةً إلى تجنب التدخين قدر الإمكان، واتباع نظام غذائي صحي غني بمضادات الأكسدة والفيتامينات.
العلاج يختلف من شخص لآخر حسب الحالة وموقع البقع في الجسم، ولذلك يجب المتابعة الدورية مع الطبيب المختص. ومن طرق العلاج: استخدام الكريمات أو المراهم، أو العلاجات التي تستهدف الجهاز المناعي، أو العلاج بالضوء تحت إشراف الطبيب، وقد يشمل ذلك الأشعة فوق البنفسجية. وهناك أيضاً خيارات جراحية في بعض الحالات، ويعتمد ذلك على نسبة انتشار البهاق في الجسم.
وأخيراً، فإن الدعم النفسي للمصابين بالبهاق أمر في غاية الأهمية، لما له من دور كبير في تحسين جودة حياتهم، والتخفيف من الأثر النفسي للمرض.