هل سمعتم من قبل عن مرض يُسمّى "داء الملوك"، والذي نعرفه أيضًا باسم النقرس؟
هو التهاب يصيب المفاصل، يبدأ عادةً على شكل انتفاخ، ثم يتطوّر إلى احمرار في المنطقة، ويكون مصحوبًا بألم شديد. هذا المرض يؤثر على حركة الشخص، ويصيب غالبًا الإصبع الكبير في القدم، لأنه أكثر المناطق عرضة للإصابة.
المريض عادةً يصف ألمًا يزداد شدّة أثناء الليل، وقد يمتد الالتهاب إلى مفاصل أخرى مثل الكوع أو الركبة. ويرجع سبب "داء الملوك" إلى ارتفاع نسبة حمض اليوريك في الدم، وهو من أهم العوامل المسببة للنقرس. ويرتبط ذلك بكثرة تناول اللحوم والدواجن الغنية بمادة البورين، كما أن قلّة الحركة والخمول يسهمان في الإصابة بالمرض.
وقد سُمّي بداء الملوك لأن الملوك والأثرياء قديمًا كانوا أكثر عرضة للإصابة به، نظرًا لإفراطهم في تناول اللحوم وقلّة نشاطهم البدني.
يصيب هذا المرض الرجال أكثر من النساء. ومن أسبابه أيضًا: العوامل الوراثية، أو الإصابة بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، أو نتيجة تناول بعض الأدوية مثل الأسبرين. ولا ننسى أن الكسل وقلّة الحركة يؤديان إلى السمنة، التي بدورها تزيد من احتمالية الإصابة بالنقرس.
التشخيص يتم من خلال مراجعة الأعراض، والفحص السريري، وإجراء بعض الفحوصات الضرورية مثل فحص الدم وفحص السائل الزلالي المحيط بالمفصل.
العلاج مهم منذ البداية، لأن التدخل المبكر يحمي المفاصل، ويتيح للمريض أن يعيش حياة طبيعية. ويكون العلاج بسيطًا إذا بدأ في المراحل الأولى قبل حدوث مضاعفات كبيرة. وغالبًا يشمل العلاج أدوية يصفها الطبيب المختص، وأحيانًا أدوية مضادة للالتهاب لتخفيف حدّة الأعراض.
إلى جانب ذلك، من الضروري اتباع نظام غذائي صحي يقلّل من تناول البروتينات ويكون متوازنًا، مع الحفاظ على النشاط البدني المنتظم. لذا، تُعتبر ممارسة الرياضة أمرًا أساسيًا، سواء للكبار أو الصغار.
كما يُنصح بشرب ما يعادل 8 إلى 12 كوبًا من الماء يوميًا. ومن المثير للاهتمام أن تناول فاكهة الكرز يساعد على تقليل نسبة حمض اليوريك في الدم.