
اليوم سنتحدث عن حالة تُسمّى خمول الغدة الدرقية، ويمكن أن نطلق عليها أيضًا كسل الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية، وهي عبارة عن انخفاض في قدرة الغدة الدرقية على إنتاج هرموناتها، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة هذه الهرمونات في الجسم عن المعدل الطبيعي. وفي بعض الأحيان، قد يستغرق الأمر وقتًا حتى تظهر الأعراض لدى بعض الأشخاص.
تتمثل أهمية هذه الهرمونات في دورها في العمليات الاستقلابية الحيوية للجسم، مثل تنظيم درجة حرارة الجسم والتحكم في سرعة نبضات القلب. وفي حالة خمول الغدة الدرقية، قد يُلاحظ ارتفاع في بعض المؤشرات عند التشخيص.
أما عن أسباب الخمول، فمنها مرض يُسمّى هاشيموتو، وهو مصطلح يشير إلى التهاب الغدة الدرقية، ويُعدّ أحد أنواع الاضطرابات المناعية الذاتية، حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى إحداث ضرر في أنسجتها، وبالتالي انخفاض قدرتها على إنتاج الهرمونات. ويُعتبر هذا المرض من أكثر أسباب خمول الغدة الدرقية شيوعًا.
هناك أيضًا أسباب أخرى، منها: بعض أنواع الأدوية، والحمل، ونقص كمية اليود في الجسم.
أما أعراض خمول الغدة الدرقية، فقد تشمل: الشعور بالخمول والتعب العام، الاكتئاب، كثرة النوم أو الرغبة المستمرة في النوم لفترات طويلة، ضعف وإجهاد في العضلات، زيادة الوزن، عدم انتظام الدورة الشهرية لدى النساء، الإمساك، جفاف البشرة، وتساقط الشعر.
أما علاج خمول الغدة الدرقية، فأهم ما فيه هو إعادة مستوى هرمونات الغدة الدرقية إلى المعدل الطبيعي والسيطرة على الأعراض، وذلك من خلال وصف الطبيب لدواء الليفوثيروكسين، الذي يُتناول عن طريق الفم يوميًا، وهو عبارة عن هرمون الغدة الدرقية المُصنّع.
ويُحدّد الطبيب الجرعة المناسبة بناءً على عدة عوامل، مثل: العمر، وحالة القلب والأوعية الدموية، والحالات الصحية المصاحبة، ونتائج تحاليل الدم، إضافة إلى الأعراض الظاهرة، ويتم متابعة الحالة بشكل دوري.