اليوم سنتحدث عن التهاب السحايا، وهو التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي. أغلب الحالات تنتج عن عدوى فيروسية، لكن من الممكن أن تكون العدوى بكتيرية أو طفيلية أو فطرية. هناك أسباب أخرى محتملة، منها الحساسية لبعض الأدوية، أو قد يكون ناتجًا عن بعض أنواع السرطان.
تشبه أعراض التهاب السحايا أعراض الإنفلونزا. بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن سنتين، تشمل الأعراض: ارتفاع درجة الحرارة، تيبّس الرقبة، صداع شديد يختلف عن الصداع العادي، الغثيان والقيء، صعوبة في التركيز، حساسية من الضوء، وتشنجات. أحيانًا يظهر طفح جلدي على الجسم.
أما بالنسبة للأطفال الرضع، فتكون الأعراض: قلة التغذية، قلة النشاط، وارتفاع درجة الحرارة في منطقة الرأس عند فتحة الجمجمة المسماة "النافخة" أو "اليافوخ"، مع تورم في هذه المنطقة عند التهاب السحايا.
غالبًا تحدث معظم حالات التهاب السحايا الفيروسي لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، بينما يحدث الالتهاب البكتيري عند الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن عشرين سنة.
عادةً ما تكون العدوى الفيروسية موسمية، أي أنها تزداد في فصل الصيف، وتكون أعراضها خفيفة إلى متوسطة، وتستمر عادة من أسبوع إلى عشرة أيام، وفي حالات نادرة قد تكون أطول. الشفاء من الالتهاب الفيروسي يكون تامًا في أغلب الحالات. أما إذا كان الشخص مصابًا بالالتهاب البكتيري، فيكون التدخل سريعًا عن طريق المضادات الحيوية.
يتم التشخيص عن طريق الفحص السريري للأعراض وأخذ عينة من السائل الموجود في النخاع الشوكي، وذلك بواسطة بزل قطني (أبرة الظهر)، وتحليل السائل لمعرفة ما إذا كان الالتهاب فيروسيًا أو بكتيريًا أو غير ذلك. يحتاج بعض الأشخاص إلى التصوير المقطعي للرأس.
العلاج: من المهم التدخل المبكر لعلاج التهاب السحايا قدر الإمكان، ويبدأ بالمضادات الحيوية، ويجب إعطاؤها بعد أخذ عينة بزل النخاع. كما يشمل العلاج المسكنات للآلام، وإعطاء السوائل عن طريق الوريد، خاصة إذا كان هناك فقدان في الشهية.
هناك تطعيمات تستخدم للحد من نسبة الإصابة بالتهاب السحايا لدى الأطفال، ويمكن إعطاؤها للبالغين الذين لديهم مشاكل صحية. وإذا كان هناك أشخاص مقربون من المريض، يُنصح بإعطائهم مضادًا حيويًا عن طريق الفم للوقاية من العدوى.
لا ننسى القيام بالفحوصات بعد المرض، خاصة فحص السائل الدماغي عند الأطفال.
الوقاية خير من العلاج: يجب دائمًا غسل اليدين بشكل متكرر، اتباع العادات الصحية الغذائية، وتقوية جهاز المناعة لمحاربة العديد من الأمراض الفيروسية.
