
سنأخذكم اليوم في جولةٍ ساحرةٍ إلى قرية رجال ألمع، الواقعة في منطقة عسير بالمملكة العربية السعودية.
تُعَدُّ هذه القريةُ واحدةً من أبرز المعالم السياحية والثقافية في المملكة، إذ تجمع بين التاريخ العريق والتراث الغني. وتقع قرية رجال ألمع على بُعد نحو 45 كيلومتراً من مدينة أبها، وتتمتع بموقعٍ استراتيجي بين الجبال الخلابة والوديان العميقة، مما يجعلها نقطةَ انطلاقٍ مثالية لاستكشاف جمال الطبيعة المحيطة بها.
تتميز القرية بأجوائها المعتدلة ومناظرها الطبيعية الآسرة، وتعود جذورها إلى العصور القديمة، حيث كانت مركزاً تجارياً مهماً. كما تشتهر بمبانيها التقليدية التي تعكس العمارة الحجازية، إذ شُيِّدت من الحجارة والطين، وما زالت محافظةً على طابعها التاريخي حتى اليوم.
وتحافظ القرية على تراثها الثقافي من خلال صيانة هذه المباني، التي يعود تاريخ بعضها إلى قرونٍ مضت. وتضم العديدَ من المعالم الجديرة بالزيارة، مثل البيوت التراثية ذات التصاميم الفريدة والجدران المبنية من أحجارٍ وطينٍ متنوع الألوان، إضافةً إلى الأزقة الضيقة التي يمكن التجوّل فيها لاكتشاف القصص التي تحملها جدران هذه البيوت.
كما تحتوي القرية على عددٍ من المساجد التاريخية التي تعكس العمارة الإسلامية القديمة، ومن أبرزها مسجد الجرف، الذي كان مركزاً مهماً للعبادة. وتزخر القرية أيضاً بأسواقٍ تقليدية رائعة للتعرّف على المنتجات المحلية والحِرَف اليدوية، حيث يمكن شراء الهدايا التذكارية مثل السجاد اليدوي، والمجوهرات، والأدوات التقليدية.
وتقدّم قرية رجال ألمع مجموعةً من الأنشطة الثقافية التي تُثري تجربة الزوّار، بما في ذلك الفعاليات التراثية والمهرجانات الفنية، مثل مهرجان الفولكلور والموسيقى الشعبية، حيث يمكن الاستمتاع بالعروض التقليدية.
وتُعَدُّ زيارة القرية تجربةً معرفيةً ثرية، إذ يمكن القيام بجولاتٍ إرشادية للتعرّف على تاريخها ومعالمها، والتفاعل مع سكانها المحليين لاكتشاف ثقافتهم وعاداتهم. كما تحيط بها مناظر طبيعية خلابة، توفّر فرصاً رائعة للمشي لمسافاتٍ طويلة في الجبال والوديان، أو القيام بنزهاتٍ عائلية، إضافةً إلى استكشاف التنوع البيولوجي في المنطقة.
ولا تخلو القرية من المطاعم والمقاهي التي تقدّم أشهى الأطباق التقليدية، مما يجعلها وجهةً متكاملة تجمع بين الجمال الطبيعي والثراء الثقافي.