اليوم سنتحدث عن مشكلة يعاني منها بعض الأطفال، وهي ما نُسميه "التبول اللاإرادي عند الأطفال"، ويُعرف أيضًا باسم "السلس البولي الليلي". يحدث ذلك عندما تُفرغ مثانة الطفل أثناء نومه، وقد يتكرر هذا الأمر بين فترة وأخرى، أو بشكل يومي. تُعَدّ هذه المشكلة شائعة لدى الأطفال، وقد تكون وراثية، كما أنها أكثر انتشارًا بين الصبيان مقارنة بالفتيات.
قبل سن التاسعة من العمر، قد يؤثر التبول اللاإرادي على نفسية الطفل، ويتسبب في إرهاق الأسرة بأكملها. أما عن أسبابه، فغالبية الأطفال لا يعانون من مشاكل صحية، لكن قد تكون هناك عدة عوامل، مثل: إنتاج الجسم لكميات كبيرة من البول أثناء الليل، أو صِغَر سعة المثانة بحيث لا تستطيع الاحتفاظ إلا بكمية قليلة من البول، أو صعوبة استيقاظ الطفل من النوم بشكل كامل، أو تأخر نمو الأعصاب المسؤولة عن التحكم بالمثانة، فيجد الطفل صعوبة في إدراك امتلاء مثانته. كما أن الإمساك المزمن قد يكون سببًا أيضًا.
في بعض الحالات، قد يكون التبول اللاإرادي علامة على الإصابة بداء السكري عند الأطفال، لذلك من المهم الانتباه إلى الأعراض الأخرى، مثل: العطش الشديد، التعب، أو فقدان الوزن. كذلك قد يكون السبب التهابًا في المسالك البولية، ويُصاحبه عادة ألم أثناء التبول وكثرة الحاجة إلى التبول.
هناك أيضًا عوامل نفسية قد تؤدي إلى هذه المشكلة، مثل وجود توتر أو مشاكل في البيت أو في المدرسة، وهو ما ينعكس على نفسية الطفل. ولا ينبغي أن ننسى أن القلق والتوتر قد يؤديان إلى التبول اللاإرادي.
أما عن النصائح للعلاج، فمن الأفضل تقليل تناول السوائل، خاصة في فترة المساء، مع التأكيد على شرب كميات كافية من الماء في الصباح وأثناء النهار حتى لا يشعر الطفل بالعطش. كما يُنصح بتجنب المشروبات الغازية، لأنها تؤثر على المثانة، وتشجيع الطفل على دخول الحمام عدة مرات قبل النوم، وإيقاظه مرة واحدة على الأقل خلال الليل لتفريغ المثانة.
ويجب أن نتذكر عدم معاقبة الطفل أو توبيخه إذا بلّل فراشه، وألّا نتحدث عن مشكلته أمام إخوته أو أخواته، لأن ذلك يسبب له إحراجًا ويزيد من توتره، مما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة.