اليوم سنتحدّث عن مرضٍ تعاني منه فئة من النساء، وحتى بعض الرجال، وهو دوالي الساقين. يُعَدّ هذا المرض شائعًا جدًا، إذ تنشأ الدوالي نتيجة خلل في نظام تصريف الدم الوريدي، مما يؤدّي إلى تراكم الدم في أوردة الساقين، وبالتالي ارتفاع الضغط داخل الجهاز الوريدي وظهور الدوالي.
في حالة دوالي الساقين يحدث خلل في وظيفة الصمامات داخل الأوردة؛ فقد يكون هذا الخلل أوّليًا (خلقيًا منذ الولادة)، أو ثانويًا بسبب تلف الصمامات نتيجة جلطة دموية. وهناك أسباب أخرى، مثل الحمل، السمنة المفرطة، الأورام في الحوض، وكذلك الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة.
وكما ذكرنا، فإن النساء هنّ الأكثر عرضة للإصابة، لكن المرض قد يظهر أيضًا عند الرجال. أعراض الدوالي قد تكون غير مؤلمة في بعض الحالات، وقد تسبّب شعورًا بالثقل في الساقين، مع تورّم في الكاحلين وتغيّر في لون الجلد حول الدوالي.
هناك مضاعفات محتملة، منها: ظهور قروح مؤلمة على الجلد بالقرب من الدوالي، تكوّن جلطات دموية، تورّم وألم مزمن في الساقين، بل قد يحدث نزيف نتيجة تمزّق بعض الأوردة السطحية القريبة من الجلد. ومن المعلوم أن الدوالي الوريدية التي تظهر أثناء الحمل تتحسّن غالبًا دون علاج طبي خلال فترة تتراوح بين 3 إلى 12 شهرًا بعد الولادة.
أما الوقاية، فلا يوجد ما يمنع حدوث الدوالي منعًا تامًا، لكن يمكن تقليل احتمالية الإصابة بها من خلال تحسين الدورة الدموية وانقباض العضلات. ومن أهم الوسائل: ممارسة الرياضة بانتظام، تجنّب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، الحفاظ على وزن صحي أو قريب من المثالي، واتباع نظام غذائي غني بالألياف وقليل الملح. كما يُنصَح برفع الساقين بين الحين والآخر. وعلى النساء بوجه خاص محاولة تجنّب ارتداء الكعب العالي والملابس الضيّقة قدر الإمكان، رغم صعوبة ذلك أحيانًا.
وبالنسبة للعلاج، فهو يتشابه إلى حدٍّ كبير مع وسائل الوقاية؛ إذ قد يوصي الطبيب باستخدام جوارب ضاغطة خاصّة بالأوردة، أو اللجوء إلى الحقن العلاجية، أو التدخّل الجراحي عند الحاجة، وذلك تحت إشراف الطبيب المختص.
ونصيحتي للنساء: أن يتجنّبن ارتداء الكعب العالي لفترات طويلة، حفاظًا على صحّة الساقين.