اليوم سوف نتحدث عن اضطراب الوسواس القهري، ويُعرف بالإنجليزية بـ OCD.
هذا الاضطراب يتمثل في أنماط من الأفكار والمخاوف غير المنطقية، تدفع الشخص إلى القيام بسلوكيات متكررة وقهرية. هذه الأفكار والسلوكيات قد تتداخل مع الأنشطة اليومية وتُسبب مع الوقت إزعاجاً شديداً، فيلجأ المصاب إليها بهدف تخفيف التوتر والقلق الذي يعيشه.
غالباً ما تتركز هذه الأفكار على موضوعات معينة. فعلى سبيل المثال: قد يقوم الشخص بغسل يديه بشكل متكرر وإلزامي حتى تتشقق وتظهر عليها جروح. وأحياناً يتمثل الأمر في الخوف المفرط من التلوث والجراثيم، أو الشك المتكرر في إغلاق الباب، فيعود ليتأكد منه مراراً. هذه التصرفات المتواصلة تتحول مع الوقت إلى طقوس قهرية تعكس أعراض الوسواس القهري.
ومن أبرز هذه الأعراض:
-
الخوف الشديد من الأوساخ أو الجراثيم.
-
الحاجة إلى الترتيب والتنظيم بشكل مبالغ فيه، بحيث يسبب أي خلل شعوراً بالقلق.
-
أفكار عدوانية أو مخاوف تتعلق بإيذاء النفس أو الآخرين.
أما الأفعال القهرية فتشمل:
-
التدقيق المتكرر مثل إعادة الصلاة أكثر من مرة للتأكد من صحتها.
-
غسل اليدين بشكل مفرط حتى تجف وتتأذى.
-
اتباع روتين صارم لا يقبل التغيير.
شدة الوسواس القهري قد تتطور بشكل تدريجي وتميل إلى التفاوت، وغالباً ما تستمر مدى الحياة، وقد تزداد الأعراض في البيئات التي يكثر فيها الضغط النفسي.
الأسباب المحتملة:
-
عوامل وراثية، إذ يُلاحظ أحياناً وجود إصابة لدى أحد أفراد العائلة.
-
عوامل بيئية، رغم أن أسباباً كثيرة ما تزال غير معروفة بدقة حتى الآن.
المضاعفات المحتملة:
-
مشاكل صحية مثل التهابات الجلد الناتجة عن الغسل المفرط.
-
صعوبة في ممارسة حياة طبيعية، مما يؤثر على الدراسة أو العمل أو العلاقات الاجتماعية.
-
في بعض الحالات، قد تظهر أفكار أو سلوكيات انتحارية.
حتى الآن، لا توجد وسيلة مؤكدة للوقاية من اضطراب الوسواس القهري، لكن التدخل المبكر بالعلاج أمر مهم جداً.
التشخيص يتم عبر تقييم نفسي من قبل الطبيب المختص، وأحياناً تُجرى بعض الفحوصات الطبية المساعدة. ويعتمد الطبيب على معايير واضحة لتشخيص الاضطراب.
العلاج قد يكون نفسياً (مثل العلاج السلوكي المعرفي) أو دوائياً، وغالباً يستمر لفترات طويلة، وقد يمتد مدى الحياة. ومن المهم أن يكون العلاج تحت إشراف طبيب مختص، لأن بعض الأدوية لها آثار جانبية خطيرة.
وأخيراً: العلاج لا يؤدي دائماً إلى شفاء كامل، لكنه يساعد كثيراً في السيطرة على الأعراض، مما يُمكّن الشخص من التعايش معها والتحكم فيها بشكل أفضل.