وجهاتنا اليوم مميزة جدًا، تجمع بين عراقة التاريخ وروحانية الإيمان. سنأخذكم إلى قلب العاصمة الصينية بكين، حيث يقع واحد من أقدم وأجمل المساجد في الصين، إنه مسجد نيوجي. منذ وصولكم إلى حي نيوجي، ستشعرون بالأجواء الإسلامية التي تميز المكان.
هناك سترون القباب المزخرفة والأقواس ذات الطابع العربي، ممتزجة بلمسات معمارية صينية تقليدية، في انسجام رائع بين ثقافتين عريقتين. مسجد نيوجي بُني قبل أكثر من ألف عام في عهد أسرة لياو، سنة 996 ميلادية، وهو ليس مجرد مكان للعبادة فقط، بل رمز لوجود المسلمين في الصين واندماجهم الحضاري.
عند دخولكم المسجد، ستستقبلون بفناء واسع تحيط به أشجار خضراء تمنح المكان هدوءًا وسكينة. يمكنكم التجول في قاعة الصلاة الرئيسية، التي تتسع لآلاف المصلين، وستلاحظون أن جدرانها مزخرفة بآيات قرآنية مكتوبة بخطوط عربية جميلة، إلى جانب نقوش وزخارف صينية تقليدية، مما يلخص لوحة فنية رائعة.
أما المنبر والمحراب فيحملان مزيجًا من الطابع الإسلامي مع تفاصيل معمارية محلية، في إبداع معماري فريد. ومن أبرز ما يميز المسجد وجود برج الهلال، الذي يرتفع شامخًا ليعلن عن هوية المكان الإسلامي، وهو معلم يمكن للزوار التقاط الصور أمامه.
بعد الجولة داخل المسجد، يمكنكم التوجه إلى التسوق في السوق القريب، حيث تنتشر المطاعم والمتاجر التي تقدم أطباقًا صينية تقليدية، كالمعكرونة باللحم وأطباق الدجاج المطهو بأسلوب بكيني خاص. إنها فرصة لتذوق أطباق المطبخ الصيني من منظور جديد.
زيارة مسجد نيوجي لا تمنحكم فقط فرصة استكشاف أقدم مسجد في بكين، بل تتيح لكم التعرف على عمق الجذور الإسلامية في الصين، وكيف استطاع المسلمون عبر القرون أن يحافظوا على هويتهم الدينية والثقافية في تناغم مع المجتمع الصيني الأوسع.