البقلة نبات صغير الحجم، يمتاز بأوراقه الطرية والملساء وسيقانه اللحمية الناعمة، ذات نكهة خفيفة تميل قليلًا إلى الحموضة، ورائحة عشبية لطيفة. تُعتبر البقلة نباتًا عالميًا، ينمو في مناطق مختلفة من العالم، ويعتقد أن أصلها يعود إلى الهند أو الشرق الأوسط.
في بعض المناطق، تُعرف البقلة باسم الرجلة، وتُستخدم في السلطات والحساء، وأحيانًا تُطهى مع الأرز أو تُضاف إلى الأطباق الساخنة. أما البقلة الحمراء، فتتميز بلون أحمر أو أرجواني لأوراقها وسيقانها، ونكهتها تميل إلى الحموضة أكثر من البقلة الخضراء. ويعرف هذا النوع في بعض الأماكن باسم الرجلة الحمراء.
هناك أيضًا البقلة الذريرة، أو البقلة الزهرية، التي تُزرع للزينة بسبب أزهارها الملونة الجميلة بألوان متعددة مثل الأحمر والبرتقالي والأصفر والأبيض، بينما أوراقها خضراء زاهية ويصل قطرها إلى حوالي أربعة سنتيمترات. يمتد نبات البقلة الذريرة أفقيًا بسيقان سميكة وأوراق رفيعة مستطيلة، ويعود أصلها إلى أمريكا الجنوبية، تحديدًا البرازيل والأرجنتين والأوروغواي.
كما يوجد نوع البقلة الذهبية، وهو نبات صغير الحجم، يتميز بأوراقه الخضراء الزاهية، الصغيرة الحجم، غالبًا مستديرة أو بيضوية، وعصارية الملمس. نكهتها خفيفة وحمضية قليلًا، وتتميز برائحة نباتية منعشة. ويعتقد أن البقلة الذهبية نشأت في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وانتشرت زراعتها في مناطق متعددة حول العالم، حيث تُستخدم في السلطات والأطباق الطازجة.
البقلة الوحشية نوع آخر ينمو في المناطق البرية، وتكون أوراقه وسيقانه مغطاة بشعيرات صغيرة. ينمو هذا النوع أفقيًا، وقد يصل ارتفاعه أحيانًا إلى ثلاثين سنتيمترًا. لون أوراقه أخضر، وأزهاره فوردي أو أرجواني. يُزرع البقلة الوحشية للنكهة أو الرائحة، ولا تُستخدم عادة في الطهو أو الزينة، إذ تُعتبر نوعًا بريًا منتشرًا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
زراعة البقلة
على الرغم من صغر حجم البقلة، إلا أنها تحتاج إلى بيئة مناسبة للنمو. ينبغي أن تكون التربة غنية بالمغذيات، جيدة التصريف للمياه، والمناخ معتدلًا. يمكن زراعتها في الربيع والخريف حيث تكون درجات الحرارة معتدلة، ما يسهل نموها بشكل جيد. في المناطق ذات الشتاء المعتدل، يمكن زراعة البقلة على مدار السنة.
لزراعة البقلة، يجب تحضير التربة بخلطها مع السماد العضوي لتحسين جودتها، وزراعة البذور على عمق نصف سنتيمتر تقريبًا، مع ترك مسافة 15 إلى 20 سنتيمترًا بين كل بذرة وأخرى. تفضل البقلة الأماكن المشمسة، لكنها تنمو أيضًا في الأماكن التي تتلقى ظلًا جزئيًا. عادةً ما تصبح جاهزة للقطف بعد أربعة إلى ستة أسابيع من الزراعة.
تخزين البقلة
يمكن تخزين البقلة في الثلاجة للحفاظ على نضارتها، عن طريق لف الأوراق في منشفة رطبة ووضعها في كيس بلاستيكي، فتظل طازجة وصالحة للاستهلاك لمدة تصل إلى أسبوع. كما يمكن تجميدها بعد غسلها وتجفيفها، بوضعها في أكياس التجميد واستخراج الهواء قبل الإغلاق، للحفاظ عليها لفترة أطول.
الفوائد الغذائية للبقلة
إلى جانب طعمها المنعش، تُعد البقلة نباتًا غنيًا بالفيتامينات والمعادن. تحتوي على فيتامينات ألف، وجيم، وهاء، التي تعزز صحة الجلد والبصر والمناعة. فيتامين ألف والبيتالينز يعززان صحة العيون ويقللان من خطر الإصابة بأمراض العين المرتبطة بالتقدم في السن، بينما يساهم فيتامين جيم في تقوية جهاز المناعة ومكافحة الأمراض والعدوى.
البقلة غنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم والحديد، مما يدعم صحة العظام والقلب والدم. كما تحتوي على حمض ألفا لينولينيك، وهو نوع من الأحماض الدهنية أوميجا-3 النباتية، التي تعزز صحة القلب وتقلل الالتهابات. تساعد البقلة أيضًا في خفض مستويات الكوليسترول الضار LDL وزيادة مستويات الكوليسترول الجيد HDL، وتنظيم ضغط الدم بفضل محتواها العالي من البوتاسيوم، بينما تعزز الألياف الموجودة فيها الهضم وتحافظ على صحة الأمعاء وتقي من الإمساك.