آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الأقصر: أكبر متحف مفتوح في العالم وسحر الحضارة المصرية القديمة

 

نستمرّ في رحلاتنا لاستكشاف روائع العالم. اليوم نقف في مدينة لا تحتاج إلى مقدمات، مدينة ينام التاريخ في شوارعها، وتتنفّس الحضارة من مبانيها الدينية: مدينة الأقصر، لؤلؤة وادي النيل وعاصمة مصر القديمة.

هل تتخيّل أن تمشي في مدينة تُعرف بأنها أكبر متحف مفتوح في العالم؟ نعم، هذه هي الأقصر، حيث لا تحتاج إلى دخول متحف كي ترى الآثار؛ فكل زاوية، وكل حجر، وكل شارع يروي لك حكاية من آلاف السنين. نبدأ رحلتنا من الضفة الشرقية لنهر النيل، حيث يقف معبد الكرنك شامخًا منذ ثلاثة آلاف سنة. هناك ستشعر وكأنك تسير وسط أعمدة عملاقة تحمل على رؤوسها السماء. كل حجر من حجارة هذا المعبد نُقشت عليه رسائل ملوك الفراعنة، وكأنهم يخاطبونكم أنتم، أيها الزوار القادمون من المستقبل.

وبالقرب من الكرنك تجد معبد الأقصر، وهو أصغر حجمًا، لكنه لا يقلّ فخامة ولا سحرًا. يضاء ليلًا في مشهد يأسر القلوب، فيجمع بين نور التاريخ ونور المكان.

بعد ذلك نعبر النهر معًا إلى الضفة الغربية، حيث يكمن سرّ الحياة والموت في مصر القديمة. هناك تقف أمام وادي الملوك، المكان الذي دُفن فيه ملوك الفراعنة، وعلى رأسهم توت عنخ آمون. الدخول إلى المقابر يشبه الدخول إلى عالم آخر، مغطّى برسوم ملوّنة تحكي عن البعث والحساب، وعن الآخرة كما تخيّلها المصري القديم.

أمّا إذا أردتم لحظة سكينة وتأمل، فيمكنكم الجلوس عند ضفاف النيل في أحد المراكب الشراعية، وتستمعون فقط لصوت الماء والريح. تأمّلوا كيف أن هذا النهر كان ولا يزال مصدر الحياة والحضارة.

وللمسلمين في الأقصر نصيب أصيل؛ فالمساجد التاريخية تنتشر بين أزقّة المدينة، وأشهرها مسجد أبي الحجاج الأقصري، الذي بُني فوق معبد الأقصر نفسه، في انسجام فريد بين الحضارة الفرعونية والروح الإسلامية.

في نهاية يومكم، لا شيء أجمل من مشهد غروب الشمس فوق النيل، حيث يذوب الذهب في الماء، وتكتمل صورة الأقصر في قلوبكم. مدينة خالدة، لا يمرّ بها الزمن.

عن الكاتب

hilalstuff

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

في المدينة