آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أستانا عاصمة كازاخستان: دليلك الشامل لاكتشاف جوهرة آسيا الوسطى

 وجهتنا اليوم تأخذنا إلى قلب آسيا الوسطى، إلى مدينة حديثة ولامعة تجسّد طموح أمة شابة وسريعة النمو. إنها أستانا، المعروفة اليوم باسم نور سلطان، عاصمة كازاخستان، المدينة التي أصبحت رمزًا للتقدّم والتطوّر في المنطقة.

مدينة النهر والسهوب

تقع أستانا على ضفاف نهر إيشيم، وسط السهوب الواسعة التي تغطي شمال كازاخستان. ورغم حداثة تأسيسها، فإنها سرعان ما أصبحت مركزًا سياسيًا وثقافيًا بارزًا، يجمع بين روح المستقبل وملامح الهوية الكازاخية العريقة.

شوارع المدينة وأبنيتها تعكس مزيجًا فريدًا من العمارة الحديثة والتقاليد المحلية، ما يجعلها وجهة مثالية للباحثين عن تجربة تجمع بين الأصالة والعصرية.

أبرز المعالم السياحية

من المعالم التي لا يمكن تفويتها في أستانا برج بايتيريك، أحد أشهر رموز المدينة وأكثرها تميّزًا. يبلغ ارتفاع البرج أكثر من مائة متر، ويتيح لزوّاره إطلالة بانورامية ساحرة على العاصمة من أعلاها.
البرج مستوحًى من أسطورة كازاخية قديمة تتحدث عن "شجرة الحياة" و"طائر السعادة الذهبي"، ما يمنحه بعدًا رمزيًا وثقافيًا عميقًا.

بعدها يمكن زيارة قصر السلام والمصالحة، المبنى الزجاجي المهيب الذي صمّمه المعماري البريطاني الشهير نورمان فوستر على شكل هرم ضخم. يرمز القصر إلى التسامح الديني والتعايش بين الشعوب، وغالبًا ما يحتضن مؤتمرات وفعاليات دولية تعكس روح الانفتاح التي تتميّز بها البلاد.

أما شارع نور سلطان، فهو الشريان الحيوي للعاصمة، حيث تتجمّع فيه المعالم الحديثة وأشهر المراكز التجارية، أبرزها مركز خان شاطر الترفيهي، وهو بناء ضخم على شكل خيمة شفافة عملاقة تُعد من أكبر الخيام في العالم.
في داخله يمكن للزوار الاستمتاع بتجربة تسوق فريدة، ومطاعم راقية، وحتى شاطئ صناعي للاستجمام في أي وقت من السنة.

الثقافة والفنون

ولعشّاق الثقافة، يفتح متحف كازاخستان الوطني أبوابه لرحلة عبر الزمن، من العصور القديمة حتى العصر الحديث. يضم المتحف معروضات تفاعلية ومجسمات أثرية تعرّف الزائر على الهوية الكازاخية الغنية وتاريخ الإسلام في المنطقة.

وفي قلب المدينة، تبرز المساجد البيضاء التي تضفي على الأفق لمسة روحانية، وأبرزها جامع السلطان حازيف، أحد أكبر المساجد في آسيا الوسطى. يتميّز الجامع بقبابه الذهبية ومآذنه الشامخة، ويُعدّ من التحف المعمارية المدهشة في العاصمة.

الطبيعة والمناخ

عشّاق الطبيعة سيجدون في أستانا ما يُرضي شغفهم، إذ يمكنهم التنزّه على ضفاف نهر إيشيم أو زيارة حديقة الرئيس، حيث تمتزج المساحات الخضراء بالنوافير والتماثيل الحديثة.
وفي الشتاء، تتحوّل المدينة إلى وجهة ساحرة لعشّاق الثلوج، حيث يمكن ممارسة التزلّج أو الاستمتاع بالمقاهي الدافئة المطلة على مشاهد المدينة البيضاء المغطاة بالثلوج.

المذاق الكازاخي

أما الذوّاقة، فسيجدون في أستانا مطاعم تقدّم أشهى الأطباق الكازاخية والآسيوية، إلى جانب وجبات الأرز واللحم المشوي المشهورة في المنطقة، مما يجعل تجربة الطعام جزءًا لا يتجزأ من متعة الرحلة.

مدينة المستقبل

مع غروب الشمس، تتحوّل أستانا إلى لوحة فنية مضيئة، تعكس الأضواء الملوّنة على الأبراج الزجاجية والجسور الحديثة، في مشهد يجمع بين الإبداع والهندسة والجمال.

إنها مدينة تجسّد المستقبل بروح شرقية أصيلة، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في تناغم يليق بعاصمة تسعى بثبات نحو الغد.

عن الكاتب

hilalstuff

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

في المدينة