يُعدّ البندق من أشهر أنواع المكسرات وأكثرها تميّزًا بنكهته الغنية وفوائده الصحية المتعددة. وتختلف أنواعه باختلاف مناطق زراعته، مما ينعكس على طعمه ولونه وحجمه واستخداماته في المطبخ.
البندق التركي
يُعتبر البندق التركي من أجود الأنواع وأشهرها حول العالم، وتُعدّ تركيا بلد المنشأ الرئيسي له. يتميّز بلونه الأخضر الفاتح ونكهته الحلوة المائلة إلى الطراوة، وهو أكثر حلاوة من البندق الأوروبي. ويُستخدم بشكل واسع في الحلويات التركية التقليدية، مثل البقلاوة والحلويات المشوية، كما يُتناول كمكسرات خفيفة.
البندق الإيطالي
أما البندق الإيطالي، فيُعرف بجودته العالية ونكهته الغنية التي تميّزه عن غيره. تكون قشرته سميكة قليلاً وملمسه خشناً، وشكله غالباً مدوّراً، ولونه من الخارج بني إلى بني فاتح، ومن الداخل أخضر فاتح. يتمتع البندق الإيطالي بطعم قويّ ونكهة مركّزة، ويُعدّ مكوّناً رئيسياً في العديد من الحلويات الإيطالية مثل الجيلي والكوكيز، فضلاً عن استخدامه في أطباق الطهو المتنوعة.
البندق الأمريكي
ينمو البندق الأمريكي في الولايات المتحدة، ويتميّز بحجمه الكبير وملمس قشرته الناعم مقارنة بالأنواع الأخرى. يكون لونه الخارجي بنياً غامقاً، أما الداخل فأخضر فاتح زاهٍ، وطعمه خفيف ونكهته لطيفة. ويُستخدم هذا النوع على نطاق واسع في صناعة الحلويات والمخبوزات، كما يُستهلك كمكسرات للتناول اليومي.
البندق السوداني
البندق السوداني ينمو في مناطق ذات مناخ معتدل إلى دافئ، مثل دول البحر الأبيض المتوسط وبعض مناطق آسيا. يتميّز بثماره التي تحوي بذوراً صغيرة داخل قشور سميكة وصلبة ذات ملمس خشن. تكون القشرة الخارجية بنية داكنة، بينما البذور الداخلية بنية فاتحة ذات نكهة حلوة ورائحة طيبة. ويُستخدم البندق السوداني كمكسرات يومية، وكذلك في إعداد الحلويات وأطباق الطهو.
زراعة البندق
تتطلب زراعة البندق بيئة مناسبة ورعاية دقيقة. فهو ينمو عادة في المناطق ذات المناخ المعتدل إلى الدافئ حيث تتوافر أشعة الشمس بشكل جيد. ويفضَّل أن تُزرع شجيراته في تربة غنية بالمواد العضوية وجيدة التصريف للمياه، مع درجة حموضة مناسبة.
يُزرع البندق عادة في فصل الربيع، إما بالبذور أو بنقل الشتلات، ويُحصد في فصل الخريف. بعد الحصاد، تُجفّف الثمار في الظل لمدة أسبوعين تقريباً قبل تخزينها في أكياس ذات مسام، وفي مكان بارد وجاف مثل المخزن أو الثلاجة، لضمان الحفاظ على جودتها.
القيمة الغذائية والفوائد الصحية
البندق غني بالعناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات والألياف والفيتامينات، وخاصة فيتامين (هـ)، إضافة إلى المعادن كالمغنيسيوم والفوسفور والكالسيوم، التي تساهم في بناء العظام وتقوية الأسنان.
كما تحتوي حبات البندق على دهون صحية غير مشبعة، مثل الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، التي تساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويُعدّ البندق أيضاً مصدراً مهماً لمضادات الأكسدة مثل الفلافونويدات والفينولات، التي تساعد في الحفاظ على صحة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بأمراض الشيخوخة المرتبطة به، فضلاً عن دوره في مكافحة الجذور الحرة والوقاية من بعض أنواع السرطان.
الاعتدال في الاستهلاك
رغم فوائده الصحية الكبيرة، ينبغي تناول البندق باعتدال لأنه غني بالدهون والبروتينات، وبالتالي يحتوي على سعرات حرارية مرتفعة قد تسبب زيادة في الوزن عند الإفراط في تناوله.
كما قد يسبب البندق أعراضاً تحسسية لدى بعض الأشخاص، مثل الحكة أو الانتفاخ أو صعوبة التنفس. ويحتوي أيضاً على كميات من الأوكسالات التي قد تتراكم في الجسم إذا استُهلكت بكثرة، مسببة مشكلات صحية في بعض الحالات.
كذلك، قد يؤدي تناول كميات كبيرة من البندق إلى اضطرابات هضمية كالغثيان والغازات، لذا يُنصح بالتوازن في استهلاكه، بخاصة لدى من يتبعون أنظمة غذائية خاصة أو يعانون من أمراض مزمنة.